قال الله سبحانه وتعالى في القرأن الكريم في سورة النساء الاية 86 { و إذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها إن الله كان على كل شئ حسيبا } وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا ، الا أدلكم على شئ إذا فعلتموه تحاببتم ؟ أفشوا السلام بينكم .(رواه مسلم) .
كنت دائما أربط اهمية السلام بمصادر التشريع في ديننا الحنيف ( القرأن والسنة ) ، وبعد موقف حدث أمامي ذات يوم أيقنت يقين العين اهمية السلام و بأن الله سبحانه وتعالى يحاسبنا على ذلك كما قال في الاية الكريمة النساء 86، وليس فراغاً ربط الرسول الكريم دخول الجنة بالايمان ومن ورائه المحبه التي تأتي عن طريق إلقاء السلام بيننا، إليكم قصة الموقف :
في بلاد المالاي دخلت المطعم كالعادة لتناول وجبة العشاء وكعادة أي عربي نظرت إلى جميع الطاولات ( اسكان سريع ) لعلي أجد ليبي أو عربي أجلس معه لتناول الطعام ونتبادل الحديث ، وجدت شابين ليبيين أعرفهما ، كالعادة أيضا سلام باللسان والايدي وهكذا مع قدوم شاب رابع وخامس لدرجة تم الصاق طاولتين بجوار بعضهما واكتمل عدد المقاعد الخاص بالطاولتين ( أكيد الليبين دائما هرجة )، وفي انتظار الطعام لفت انتباهي شاب أسيوي جالس وحيداً بالقرب منا ويتحدث عبر النت مع أحد الاشخاص ( اعتقتها بنت وكانت كذلك )من فترة إلى اخرى ينظر إلينا وكلما وقع نظري في نظره ابتسم وحرك راسه كنوع من التحية ، قابلته بالمثل ،همست إلى أحد الشباب بقربي قلت له : أترى ذلك الشاب الصيني ، لايبدو طبيعياً ( لان الاغلب هناك عكسنا تماماً فأول طاولة له ولا يحتاج إلى لفت نظره لايجاد أحد يعرفه ) !!.
مع قدوم شاب أخر ليبي مرِح وبعد السلام بالكلام والايدي أراد أن يجلس فلم يجد مقعداً فأتجه إلى ذلك الشاب وقال له ( ني هوم ما ) وتعني باللغة الصينية ( كيف حالكَ ) لو سمحت أريد كرسي فبادره الشاب الصيني بسؤال : هل انت مسلم ؟ وكأن عدد من الشباب عرفوا ما يريده فقال عدد منهم نعم مسلم ، قال أريد أن اسلم ،استضفناه على احدى الطاولتين وبدأ احد الشاب يحدثه على أساس الاسلام وهو التوحيد فقال قرأت عن الاسلام كثيراً وأريد الدخول الان ، سئلته عن سبب دخوله الاسلام فقال يوجد ترابط بين المسلمين ، فقلت له وكيف عرفت أن هناك ترابط بين المسلمين فقال عندنا هناك في مدينتنا لا أحد يعرف أحد ولا أحد يسلم على أحد ، أما هنا فالمسلمون يصافحون ويلقون السلام على بعضهم دائماً وكنت اتابعكم وانتم تفعلون ذلك الان وهذا ما شجعني على افصاح ما بداخلي إليكم .
اختار ذلك الشاب الصيني من الاسماء ( موسى ) مازالت نظراته إلي في ذلك المطعم أمام عيني كنا ندعوه دائما إلى وجبات ليبية بالذات المكرونة الجارية ( المبكبة ) حتى انه أجاد طهيها ، وفي المقابل كان يدعونا لبعض الوجبات الصينية ، شرح إسلامه لامه ( تلك التي كانت تتحدث معه عبر الانتر نت في المطعم ) وأبوه الذين تفهما موقفه .
السلام عليكم