أولها: أن معركة العدو على أمتنا -وهي معركة قديمة جديدة- لا تشن فقط على المستوى العسكري والاقتصادي، بل وقبل كل ذلك ومعه وبعده على المستوى الفكري والسلوكي والاجتماعي. والمعركة على عقيدة الأمة -وخاصة في قضية لمن تكون الحاكمية- وبالتالي المعركة على شريعة الأمة هي المعركة الأهم، نظراً لما يترتب عليها من آثار فادحة الخطورة، تغير حال الأمة من كونها الأمة الخاتمة -حاملة رسالة التوحيد الشاهدة على الناس الآمرة بالمعروف الناهية عن المنكر- إلى تجمع تابع فاسد متهالك متهتك متناحر.
وثانيها: أن خصومنا في هذه المعركة يشكلون حلفاً مترابطاً لا يقتصر على الجيوش الغازية ولا البنوك الدائنة ولا الشركات الناهبة فقط، بل يمتد إلى داخل بلادنا ومجتمعاتنا في صورة فكار منحرفة و أفلام لاهية و اعلامهم الذي يسكب السم في شربة العسل ، وأخيراً و الأخطر فكر حداثس منحرف و صورة باتت واضحة للمرجئة المعاصرين, و افكار مسممة دخلت الى الناس باستهانة المعاصي و أخص بالذكر كلمات تتردد على مسامعنا و هي إن الايمان بالقلب , و لا حول و لا قوة الا بالله .
قال تعالى : (وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ)- المنافقون الاية (4).