بسم الله الرحمن الرحيم
هذه الابيات لها قصة حيث كان الشاعر عايض بداي المطيري - رحمه الله - في أحد المجالس الشعبية ، وكان به عدد كبير من كبار السن ، وعند نهوض أحدهم للقيام لم يستطع ذلك نظراً لتقدم سنه ، وقد أثار ذلك قريحة الشاعر؛ فقال هذه الأبيات ، موضحاً بها ضعف الإنسان عند تقدمه في العمر ومروره بحالة الكبر ، يقول :
مطـــرّح الظفـــران قـــام و خمشــــنا
أشــــارته بانــــت ولا بـــه مــراواه
الطـــرف كنـــه نابـت في شــــوشـــنا
شـــيّب حجــاج العين واشــــيب عينـــاه
وانا احمــد الله طـــول الأيام عشـــــنا
ما فـات من ســــود الليـالي نســـيناه
بعــد تلحـــفنا وبعـد افتــرشــــــنا
درب مشـــوه اهل القــدايم مشــــيناه
عائض بن بـداي المطيري
هذه الأبيات تناقلها الرواة حتى سمعها الشاعر المعروف علي بن زياد النصافي فقام بمجاراتها بالأبيات الآتية :
ياعايــض اللي تذكـــره منـه نشـــــنا
اثره قـربنا ما احســـب انا قــربنــاه
لو المــدى بيــض الشـــوش ما بلشـــنا
نبلش من اللي يهــري الجســـم واعضـــاه
لـو انــها بالهـــوش قمنـــا وهشـــنا
يــروح عنّا روحـــة مقـــاط وارشـــــاه
ولوانــها بكثــر الحجـــج ما بلشـــنا
كل يجـي للشّـــــرع ويعـــدّ دعــــواه
انشــــهد انّــا في غـــرازه هلشــــنا
مهـــلاش جمــس في غــــرازه تمثنــــاه
عـلي بن زيّـاد النصــافي
وقام بمجاراة هذه الأبيات الشاعر المعروف عمار بن هلال القت المطيري حيث عاش أياماً عديدة صارع فيها الزمن بحلوه ومره وقارع احداث طلب الرزق وشظف العيش من أجل إكرام الضيف والتجمل مع المحتاج والعاني وطالب العون .. والشاعر عمار رجل كريم ودود وشاعر له صولات وجولات في الشعر فبعد أن كبر سنه ورق عظمه تذكر الماضي والشباب والقوة وبعد النظر وتذكر سنة الله في خلقه الا وهي الكبر والهرم لمن أمد الله بعمره فقال بن هلال هذه القصيدة مجاراة للابيات السابقة والتي من خلالها تذكر مصارعته للحياة ومقارعته للزمن فقال :
ذيــب النشــاما حـافنـــا والتبشـــنـا
بتنــا على دربـــه وجـانـــا وجينـــاه
كنــا نعمشـــــه ثـم قـــام وعمشـــــنا
واحتـــدّنـا حـــّد الجمـــال المثنّــــاه
وليّـن غـواربنــــا و حـــرّق شــوشـنــــا
وارهــا على حقـــه وحنــا جحـــدنــــاه
وفتّــــش مخــابينـا وفتّــــش بقشــــنا
وبيّـــن خفــايانــا وبـــانت خفـايـــاه
اول تخـتلّنــا وعقــب اهتـــوشــــــــنا
وتالـــي فرســـنا فرســة الذيـب للشــاه
وبعــد خرشــنا بالســـهوم انخـــرشـــنا
كــل ســـلب شـــوفه وفــرق ثنـــايـــاه
وراحـــت مســـارينا وراحـــت غبشــــنا
ســـراب قيـــض غطــه الليـل واخفــــاه
بعــد كفخـــنا بالهـــوى ليـــن دشـــنا
اليـــوم كــل صـب ســــمنه علـى مــــاه
نشــــرب مانـــروى ويتـــزايد عطشـــنا
وناكــل ولا نشـــبع مثــل من داه بــرداه
يا مطـــّرح الشـــجعـان لا تبتــلشــــنا
هـــذا تطــــرق بــه والأخـــر تمــــالاه
ما عــاد بـاقي الا ســمايل هـطشـــــنا
والكـــل منـــا راس مقـــداه يقــــداه
ولابـــد من يـــوم نطـــوي فـرشــــــنا
قـــدامنــا نـــاس فرشـــــهم مطـــواه
وتبقــى عمــايــرنا وتبقــى ورشـــــنا
ونلقــى حصـــايد بذرنــا اللي بذرنـــاه
ونهــــار ندخــــل ويتوخـــر نعشــــنا
يالله فـي زيــــــن التــوافيــــق يــالله
عمّـار بن هـلال القـت