دخلت احتجاجات حركة «احتلوا وول ستريت» أسبوعها الرابع، مكتسبة مزيداً من التعاطف والدعم من مختلف قطاعات المجتمع الأميركي، ما دفع عمدة نيويورك إلى اتهام القائمين على الاحتجاجات بالقضاء على الوظائف، فيما أعربت زعيمة الأقلية الديموقراطية في مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي عن تأييدها لمطالب المتظاهرين.
وتجمّع آلاف المحتجين المناهضين لسياسة وول ستريت في حديقة «واشنطن سكوير» في نيويورك بعد ظهر أمس الأول في مسعى لتوسيع نطاق عمليتهم الاحتجاجية في المدينة. وقال جوستين توني، وهو أحد منظمي حركة «احتلوا وول ستريت»: «إنها طريقة رائعة تقودنا إلى المستوى التالي... حان الوقت لإقامة تجمع عام ثانٍ في مانهاتن».
وحمل المتظاهرون لافتات تقول «افرضوا ضرائب على وول ستريت»، «الشعب فوق الربح»، و«أوقفوا تدليل المديرين في وول ستريت».
وذكرت إدارة شرطة نيويورك أنها أنفقت نحو مليوني دولار على أجور ساعات العمل الإضافية لتوفير الأمن بسبب التظاهرات، مشيرة إلى أن هذه النفقات ستزداد مع استمرار الاحتجاجات.
واتسع النطاق الجغرافي لحملة «احتلوا وول ستريت»، والتي بدأت في مركز المال في نيويورك في 17 أيلول الماضي، لتمتد خلال اليومين الماضيين إلى مدن أميركية أخرى من بينها لاس فيغاس وأريزونا وواشنطن.
وقالت متحدثة باسم متحف الطيران والفضاء القومي في واشنطن إن السلطات أغلقت المتحف، بعد ظهر أمس الأول، بعدما حاول محتجون مناهضون للحرب اقتحام المبنى.
وأشارت المتحدثة إلى أن المشاجرة التي وقعت في متحف سميثونيان، شارك فيها ما بين 120 و200 محتجّ، وستة من الحراس. وأضافت انه تم تطويق احد الحراس واستخدام مسحوق الفلفل قبل إخراج المتظاهرين.
وقال منظمو الاحتجاج إن محاولة دخول المتحف كانت جزءاً من تظاهرات حركة «احتلوا العاصمة» المناهضة للحرب، والتي بدأت يوم الخميس في ذكرى مرور عشر سنوات على حرب أفغانستان. وقال منظمون إن التظاهرة «إلى جانب حركة احتلوا وول ستريت تمثل عدداً متزايداً من الناس الذين يخرجون إلى الشوارع في كل أنحاء البلاد للمطالبة بالعدالة الاجتماعية والاقتصادية، بالإضافة إلى إنهاء الحرب غير الأخلاقية في كل من العراق وأفغانستان».
من جهته، اتهم عمدة مدينة نيويورك مايكل بلومبرغ المتظاهرين بإلحاق الضرر بالاقتصاد، وبأنهم يساهمون في القضاء على وظائف في المدينة التي تعتبر المركز المالي للولايات المتحدة.
ونقلت شبكة «سي بي اس» عن بلومبرغ أن ما يقوم به المتظاهرون «يشكل محاولة لسلب الوظائف من أشخاص يعملون في المدينة»، وأنهم «يحاولون سلب القاعدة الضريبية»، معتبراً أن «أياً من هذا لا يفيد السياحة». غير أن بلومبرغ لم يظهر أي نية لوضع حد للتظاهرات، قائلاً «فلندعهم يعبرون عن أنفسهم».
في المقابل، أعربت زعيمة الأقلية الديموقراطية في مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي عن دعمها للتظاهرات. ونقلت شبكة «أي بي سي» عن بيلوسي قولها «أؤيد الرسالة الموجّهة للنظام، سواء أكانت موجّهة لوول ستريت أم النظام السياسي، والتي تفيد بأن التغيير يجب أن يحصل». وأضافت «لا يمكننا أن نواصل العمل بمنهج لا علاقة له بحياتهم».
وفي كاراكاس، أدان الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز «القمع الرهيب» للمحتجين المناهضين لوول ستريت، معتبراً أن «حركة الغضب الشعبي تلك امتدت إلى عشر مدن، والقمع رهيب، ولا أعرف عدد الموجودين في السجن حالياً».
كذلك، أعرب المتحدث باسم الخارجية الإيرانية رامين مهمانبرست عن «قلق إيران إزاء العنف الذي تمارسه الشرطة الأميركية ضد المتظاهرين السلميين»، داعياً الإدارة الأميركية إلى «ضبط النفس».
وكالات