قصة بيتر كارل فابرجيه والبيضة التي اذهلت العالم منذ اكثر من قرن

بيضة بيتر كارل فابرجيه تصدرت اخبار اليوم بدعوة من جوجل محرك البحث العالمي والذي كثيراً ما يدهشنا باختياره للمناسبات العالمية التي تخص مشاهير العالم او الدول او الاحداث للاحتفال بها، ولعل شعار اليوم احدى هذه المناسبات التي قد تبدو غريبة بعض الشيئ على الاقل بالنسبة لنا كعرب.
دعونا نتعرف اذن على شخصية بيتر كارل فابرجيه وماهي حكاية البيضة هذه.
بداية نقول بان بيتر كارل فابرجيه هو صائغ مجوهرات روسي فرنسي الاصل ويبدو هذا واضحاً من اسمه الفرنسي وليس الروسي كان يمتلك احدى كبرى شركات المجوهرات والمعادن النفيسة في روسيا القيصيرية حينذاك حيث عاش بيتر كارل فابرجيه من خلال عامي 1846-1920.
وهذا يعني شهد احداث الثورة الشيوعية الروسية التي اطاحت باخر امبراطور روسي نيكولاي الثاني والتي قامت في العام 1917.
ولعل ارتباط اسم بيتر كارل فابرجيه بآخر قياصرة الامبراطورية الروسية قد يفسر بعضاً من سر هذا الاهتمام العالمي بصانع المجوهرات المزخرفة على شكل بيضة.

صورة من متحف يحوي اعمال بيتر كارل فابرجيه
فغني عن التعريف بان النهاية المأساوية للامبراطور نيكولا الثاني مع عائلته كاملة بما فيهم بناته الصغار بعمر المراهقة وولده الوحيد الذي لم يكن يتعدى الثمانية اعوام والذي كان يعتبر ولياً للعهد وقام الثوار باعدامهم بشكل جماعي وبدون محاكمة في قبو لاحد المنازل ومن ثم تم اخفاء معالم هذه الجريمة ودفنهم بشكل سري للدرجة التي لم يعرف بها مكانهم حتى اليوم ويقال بانه تم تذويب جثثهم بالاسيد.
اما علاقة بيتر كارل فابرجيه مع عائلة القيصر فبدأت حين طلب منه الامبراطور نيكولا بتصميم بيضة من الجواهر الخالصة والاحجار الكريمة الثمينة الاخرى وذلك بمناسبة عيد الفصح المسيحي ليهديها لزوجته الكسانرا وكان فعلاً ان ادهشه بتصميم خرافي ليتم بعد ذلك استمرار هذا التقليد في كل عام بعيد الفصح .
على اثرها اشتهر بيتر كارل فابرجيه وبلغ صيته العالم اجمع وذلك بسبب دقة صناعة هذه البيضة التي كان يصنع مثلها في كل مرة بتصميم اجمل من الذي سبقه.
بالطبع كان ثمن هذه البيضة فائق بشكل لا يتصور وخصوصاً بان احجامها كانت كبيرة وتعتبر كل من منها بمثابة ثروة حقيقية.
ومازالت نماذج كثيرة من اعمال بيتر كارل فابرجيه موجودة حتى يومنا هذا في المتاحف الروسية والفرنسية والانجليزية .




نقلاً عن الكاتبة : بسمة عبد الرزاق