هى رابعة بنت إسماعيل العدوية ، العابدة المشهورة ، قال ابن كثير : أثنى عليها الناس وتكلم فيها أبو داود السجستانى واتهمها بالزندقة فلعله بلغه عنها أمر
وقد ذكروا لها أحوالا وأعمالا صالحة وصيام نهارا وقيام ليل ، توفيت بالقدس الشريف سنة 185 هـ انظر البداية والنهاية لابن كثير حـ 10 ص 186 صفة الصفوة حـ 2 ص 249 تذكرة الأولياء لفريد الدين العطار حـ 1 ص 71 وما بعدها .
و لقد كانت رابعة العدوية زاهدة عابدة خاشعة كما قال الذهبي في السير (8/241) ونقل عن أبي سعيد بن الأعرابي قوله :
أما رابعة العدوية فقد حمل الناس منها حكمة كثيرة وحكى فيها سفيان وشعبة وغيرهما ما يدل على بطلان ما قيل عنها من اعتقاد الحلول والدعوة إلى الإباحة .
قال الذهبي : وهذا غلو وجهل ولعل من نسبها إلى ذلك مُباحي حلولي ليحتج بها على كفرها كاحتجاجهم بخبر " كنت سمعه الذي يسمع به "
ولم يُعرف عن رابعة العدوية معجزات أو كرامات إلا ما نقل عنها من كلام الزهد والحكمة من مثل قولها لسفيان الثوري : إنما أنت أيام معدودة فإذا ذهب يوم ذهب بعضك ، يوشك إذا ذهب البعض أن يذهب الكل وأنت تعلم ، فاعمل
ومن مثل قولها : استغفر الله من قلة صدقي في قولي : أستغفر الله
وقالت عبدة بنت أبي شوال وكانت من خيار إماء الله ، وكانت تخدم رابعة قالت كانت رابعة تصلي بالليل كله فإذا طلع الفجر هجعت في مصلاها هجعة خفيفة حتى يسفر الفجر فكنت أسمعها تقول : إذا وثبت من مرقدها ذلك وهي فزعة : يا نفس كم تنامين ؟ إلى كم تقولين ؟ يوشك أن تنامي نومة لا تفوقين منها إلا ليوم النشور
قالت فكان هذا دأبها دهرها حتى ماتت
قيل عاشت ثمانين سنة وتوفيت سنة ثمانين ومائة
انظر شذرات الذهب " 1/193 وصفة الصفوة (4/27)
من أقولها : اكتموا حسناتكم كما تكتمون سيئاتكم.