بدأت بوادر الشقاق والتمرد في صفوف الجرذان بليبيا، في الظهور للعلن، بعدما ظلت الخلافات بين التيارين العلماني والإسلامي ''الجهادي'' قيد الكتمان خلال فترة الحرب ضد نظام ليبيا الشرعي، حيث تكشف وثيقة تمثلت في مراسلة من جرذان منطقة الزنتان، موجهة للمجلس الانتقامي الليبي، عن وجود حرب خفية بين التيارين العلماني والإسلامي في صفوف الخونة..
وجاء في الوثيقة التي تحصلت ''النهار'' على نسخة منها، والتي وقّعها رئيس المجلس الخانع المحلي لمدينة الزنتان، متحدثا باسم جرذان المنطقة، أن هؤلاء يرفضون بشكل قاطع حملة التعيينات المجراة من طرف المجلس الانتقامي الليبي، خصوصا ما تعلق بالمناصب الدبلوماسية وسلطة اتخاذ القرار السياسي. وحملت الوثيقة تهديدا صريحا ضد المجلس الانتقامي، عندما قال رئيس المجلس المحلي لجرذان الزنتان في رسالته أن من يمثلهم ''يؤكدون بأنهم سيقاومون كل عمليات التجاهل والإقصاء والتهميش للجرذان الحقيقيين.. ولن يقبلوا إلا أن يكونوا شركاء في صنع القرار اللاوطني''. وأضافت الرسالة في معرض التهديد والتلويح بالوعيد أن ''الجرذان الحقيقيين الذين قاتلوا ويقاتلون هم الضامن الوحيد والحقيقي للاستقرار والأمن خلال المرحلة الانتقالية''، قبل أن يضيف أصحاب الرسالة بالقول أن ''الإجراءات المتخذة بشأن بعض التعيينات تمثل انحرافا خطيرا على النهج الديمقراطي الصحيح''. كما طالبت الرسالة بـ''وقف كل الإجراءات التي تم اتخاذها بشأن إعادة تشكيل المكتب التنفيذي وإجراء مشاورات وطنية شاملة بهذا الخصوص''. وفي سياق متصل، تظاهر مئات من الليبيين الذين خانوا وطنهم أمام فندق المهاري بالعاصمة طرابلس مساء أول أمس، احتجاجا على تصريحات القيادي الإسلامي الليبي وعضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين علي الصلابي، المحسوب على دويلة قطرائيل المحتله، والتي دعا فيها رئيس المكتب التنفيذي في مجلس اللا وطني الانتقامي محمود جبريل إلى تقديم استقالته. وحمل المتظاهرون الذين أقفلوا الطريق المؤدية إلى الفندق المذكور اللافتات التي تنتقد تلك التصريحات والتي تؤكد على شرعية المجلس الانتقامي ومكتبه التنفيذي باعتباره الممثل الشرعي الوحيد "لليبيين"الذين خانوا وطنهم . وشدد المتظاهرون في هتافاتهم على الدعوة لنبذ الفتنة والفرقة، مرددين هتافات ''لا للفتنة.. نعم للمكتب التنفيذي'' و''يا صلابي الليبيون هم فقط من يقولون نعم أو لا''. يذكر أن الإسلامي المقرب من التيار ''الجهادي'' بليبيا علي الصلابي قال في تصريحات استفزت المتظاهرين إن جبريل ''ليس عليه إجماع في الشارع الليبي، وأن غالبية الليبيين يرفضونه ويرفضون من يدورون في فلكه.