AFP
كشف موقع ويكيليكس يوم الثلاثاء 7 ديسمبر/كانون الاول عن وثائق دبلوماسية أمريكية تقول ان الحكومة البريطانية أطلقت سراح الليبي عبد الباسط المقرحي المتهم بقضية لوكربي، بعد تهديدات لوح بها الزعيم الليبي معمر القذافي بتعليق كافة الاتفاقيات التجارية مع بريطانيا، فضلا عن تهديدات مبطنة للرعايا البريطانيين بليبيا، في حال وفاة المقرحي في السجن باسكتلندا.
وتقول الوثائق الدبلوماسية أن السلطات البريطانية خشيت على مصالحها الاقتصادية في ليبيا، وأيدت الافراج السريع عن المقرحي الذي كان يقضي عقوبة السجن بعد إدانته في حادث تفجير طائرة الركاب الأمريكية فوق بلدة لوكربي باسكتلندا عام 1988 وراح ضحيته 270 قتيلا معظمهم أمريكيون.
كما كشف موقع ويكيليكس عن برقية دبلوماسية أمريكية أخرى تقول ان التهديدات شملت المصالح الامريكية إذا ما أعربت واشنطن علنا عن معارضتها للافراج عن المقرحي، مشيرة الى احتمال تعرض السفارة الأمريكية والمواطنين الأمريكيين في ليبيا لعواقب مماثلة.
ونقل موقع "بي بي سي" الالكتروني عن مراسلات دبلوماسية أمريكية كشف عنها ويكيليكس أن السفير البريطاني لدى ليبيا قال لزميل دبلوماسي أمريكي إن الليبيين يمكنهم "قطع أرجلنا من الركبة"، في إشارة إلى احتمال تضرر المصالح البريطانية الكبيرة في ليبيا، وعلى الأخص النفطية منها.
وتبين تلك الوثائق أن الدبلوماسيين البريطانيين في ليبيا وضعوا خططا وإجراءات استباقية لاحتمال تعرضهم لاحتجاجات ومظاهرات معادية، وهيأوا أنفسهم لإخلاء السفارة، والابقاء فقط على الموظفين الاساسيين جدا.
وكان القضاء في اسكتلندا قد أفرج عن المقرحي في اب/ اغسطس 2009 لأسباب صحية بعدما شخص أطباء اصابته بسرطان متقدم، معتبرين انه لن يبقى على قيد الحياة سوى 3 أشهر تقريبا، ما أثار استنكارا شديدا في الولايات المتحدة، في حين كشفت برقية دبلوماسية أمريكية أخرى أن وزير العدل البريطاني انذاك جاك سترو قال لدبلوماسيين أمريكيين قبيل اطلاق سراح المقرحي انه "قد يبقى 5 سنوات على قيد الحياة".